المؤثرات في توجه الشيخ معاذ واهتمامه بالعلم والدعوة والتزكية

المؤثرات في توجه الشيخ معاذ واهتمامه بالعلم والدعوة والتزكية


مَنَّ الله على الشيخ معاذ أن نشأ في بيت علم وعبادة ودعوة وتضحية، في بيت والده الشيخ سعيد حوى رحمه الله، فكان لذلك أعظم الأثر في حياته، وفي نشأته على حب العلم والطاعة لله، وقد كان لنصائح والده الشيخ سعيد حوى رحمه الله وتوجيهاته أثر في التوجه نحو طلب العلم والاجتهاد في العبادة وإصلاح القلب، كما كان لأمه حفظها الله أثر عظيم في دفعه نحو متابعة العلم وتشجيعي على صحبة الصالحين.
وبيئة الصلاح في البيت اختصرت عليه طريق العلم والسلوك والدعوة، فالموجه والمعلم والشيخ والمربي معه في البيت على الدوام، وأثر والدته في ذلك لم يكن بأقل من أثر والده، جزاهما الله عنه خير الجزاء.
وبيئة العلم في البيت اختصرت عليه أشواطاً كثيرة في طلب العلم، خاصة وأنه كان يتولى الطباعة على الآلة الكاتبة لكثير من كتب والده، قبل إرسالها إلى المطبعة لتطبع وتنشر، فكان لذلك أثر في تعرُّفه على كثير من جوانب العلم من خلال كتب والده، وخاصة ما استفاده حين طباعة الأساس في السنة بأقسامها الثلاثة المطبوعة: قسم السيرة وقسم العقيدة وقسم العبادات.
وقد استطاع والده رحمه الله يحمِّله هَمِّ الدعوة إلى الله، والحرص على كل مسلم، والحرص على هداية البشرية ودعوتهم.
قد كان لمنهجية والده الشيخ سعيد في الحرص على الحق والصواب دون تعصب أو تقليد، وكان لمنهجيته في الحرص على الدليل الصحيح، والبعد عن الضعيف والدليل المتوهم؛ كان لهذين الأمرين أثرٌ في توجيهه إلى البحث عن الدليل والتمسك به والحرص على الاستدلال به، وترك التعصب إلى رأي إذا بان له خطؤه.
وقد كان ذلك من أسباب اختياره موضوع رسالة الدكتوراه عن البخاري: (المنهج الاجتهادي عند الإمام البخاري في صحيحه).
وقد كان من توجيهات والده له ولإخوانه في آخر حياته أن يتابعوا دراستهم الجامعية إلى الدكتوراه، وأن يتولوا إمامة مسجاد، وكان يعلل ذلك بأن الجامعات هي الوسيلة الأقوى لنشر العلم في هذا الزمان، وأن المساجد هي الوسيلة الأقوى والأوسع للدعوة والوعظ من خلال الخطابة والتدريس فيها، وقد يسر الله له ولإخوانه إتمام الدكتوراه، والإمامة والتدريس في المساجد، وكان لارتباطهم بالمساجد والتدريس أثر في التعلق بالقرآن السنة، وفي نمو العلم، وحمل الدعوة، وتطور أسلوب التعليم والدعوة.
ـ وقد كان التزكية وعلم التزكية من اهتمامات والده الشيخ سعيد حوى، لأهميتها وحاجة الفرد والأمة إليها، فأخذ الشيخ معاذ هذا الاهتمام من والده، وتابع مسيرة والده في تحرير علم التزكية مما دخله من دخن وتحريف وبدع وشطحات، والاقتصار على ما ثبت من هذا العلم في الكتاب والسنة الصحيحة. 

Go to top