أمراض قلبية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
أمراض قلبية
وهو جواب عن سؤال لأحدهم بأنه يشعر في نفسه بالأمراض القلبية الآتية: 1. التعالم. 2. الكذب لاجتذاب عطف الآخرين. 3. اتباع الهوى. 4. حب العزلة. 5. الابتعاد عن الصالحين. 6. محبة بعض الناس والتفكير فيهم حتى في الصلاة وتقديمهم على حب الله. 7. ذهاب الخشوع وتوقير الله من قلبي.
     السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ السائل حفظك الله على حب مرضاته وهداك إلى طاعته وبعد:
كثير من الناس يكون صافياً طاهراً مقبلاً على الله في صغره، فإذا كبر وتفتحت نفسه على زينة الدنيا ومعرفة شهواتها بدأت تتسلل إلى نفسه الرغبة بها وبلذتها، فينشغل بها عن ربه وآخرته، ويذهب صفاؤه وينشغل عن طاعته، والصفاء الذي سبق في صغره وصباه يعود إلى بعده عن المعصية، وعدم وجود ما يدفع إلى المعصية من شهوات أو انشغال بدنيا، أو غير ذلك.
والإنسان بمجرد بعده عن المعصية يكون تلقائياً مقبلاً على الله تعالى وعلى طاعته، وهذا ما يفيده الحديث الصحيح: ( اتق المحارم تكن أعبد الناس )، والقلب الذي تعلق بشهوات من زينة الدنيا ينشغل بها عن طاعته، وإن جاهد نفسه وأقام الطاعة، فإنه يكون قلبه غير حاضر في طاعته بسبب رغبة القلب وتعلقه بتلك الشهوات والأهواء.
ومع وجوب مجاهدة الإنسان لنفسه ونهيها عن هواها ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )، فلا بد أن يسعى الإنسان أيضاً إلى إخراج الهوى والشهوة من نفسه وتطهير نفسه من التعلق بها، حتى يعود إلى حالة الطمأنينة والسكينة والتعلق بالله والحب له والانشغال بطاعته وحضوره وخشوعه.
والسعي إلى ذلك يحتاج إلى معرفة قيمة الدنيا، وأنها لا تزن جناح بعوضة، وأنها محل اختبار وابتلاء، وأن على المسلم أن يأخذ من الدنيا حاجته وحاجة من وكله الله بهم، دون أن يتعلق بها أو يرغب بها وبالمزيد منها، حتى لا يشغل الاستزادة منها عن المقصد الذي خلق له، ويجعل المسلم رغبته في الآخرة وفي مرضاة الله، بتعرفه على قيمة الآخرة وأنها هي الحياة الحقيقية والدائمة، وأن نعيم الدنيا المنتهي الزائل لا يساوي شيئاً في جنب نعيم الآخرة الدائم.
وقد لا يكون المسلم جاهلاً بهذه الأمور، لكنه يكون غافلاً عنها، لذلك لا بد من تذكُّرها واستحضارها في النفس، لذلك جاء القرآن بالتذكير بهذه الحقائق كثيراً، وأمرنا بأن نتذكرها: (أفلا تذكرون)، وهذا يقتضي منا أن نكثر من التفكر وقراءة القرآن بالتدبر، والتذكر للآخرة، والإكثار من ذكر، وكل ذلك أمرنا الله تعالى به.
وكلما كثر تذكُّر هذه الأمور في النفس والقلب والعقل؛ كلما أثمرت ثمرتها وأدت نتيجتها من الإعراض عن شهوات الدنيا المحرمة، والإقبال على الآخرة.
ولا بد مع ذلك من استغفار وتوبة تزيل الظلمة والران ونكتات السواد التي أصابت القلب، ولا بد من إكثار من العمل الصالح الذي يزيد نور المؤمن ويذهب بالسيئات (إن الحسنات يذهبن السيئات).
فاجعل ـ أيها الأخ الكريم ـ أول خطوة لك في صلاح نفسك أوراد وأعمالاً يومية تداوم عليها:
1. التفكر: فاجعل لنفسك دقائق تتفكر بها فيما ذكرنا، (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة يونس: 24).
 واجعل بعض تفكرك في آخرتك: فإن التفكر في الآخرة يجعل الإنسان عبداً خالصاً لله: (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار)، فتخيل أنك تموت الآن أو بعد قليل، فماذا أعددت للقاء الله، وبأي وجه ستجيب سؤال الله، وكيف سيكون حالك في قبرك، وفي حشرك، وفي مستقرك؟ ...
2. الاستغفار: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، فأكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله، مع الخجل من الله والتذلل والاستكانة والتضرع، (فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ؟)، فإن استطعت أن تستغفر في اليوم ألفاً أو أكثر فافعل، وليكن أقل ذلك نحو مائة من الاستغفار في الصباح ومائة في المساء، تداوم عليها من باب قوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) رواه البخاري ومسلم، وتجعلها في الصباح والمساء من باب قوله تعالى: (يدعون ربهم بالغداة والعشي) ومن باب قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه مسلم.
3. قراءة القرآن بالتدبر: وليكن همك أن تتدبر وتتفهم ولو كانت قراءتك قليلة، فليس المقصود مجرد القراءة، بل المهم فهم المعنى وتعظيم قدر من أنزل عليك هذا القرآن، (أفلا يتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها)، فاقرأ صفحات من القرآن وافهم معناها، وإن قرأت صفحة أو آيات ثم انتبهت إلى عدم حضورك فيها فارجع فاقرأها، بدلاً من الاستزادة من صفحات أخرى بلا تدبر ولا حضور.
فابدأ بهذا وداوم عليه، ثم إنه ينمو بإذن الله ويفتح لك باب الإقبال على الله، حتى تستطيع أن تدوام على أوراد وأعمال مشروعة، مما تجده في هذا الموقع المبارك، من برنامج إيماني عملي لليوم والليلة والأسبوع وغير ذلك.
أما علاج الأمراض التي ذكرتها:
فبالإضافة إلى علاجها بما ذكرنا، تعالجها بأدويتها الخاصة بها وإليك بيانها:
فأما مرض التعالم: فهو مرض من أمراض الكِبْر والعُجْب بالنفس، يريد معه صاحبه أن يظهر أنه أعلم من غيره وأكبر قدراً منهم، وعلاج ذلك: في أن تُذَكِّر نفسك بأنك لو كنت أكبر منهم وأعلم، ولم تظهر علمك؛ فإن ذلك لا يُنقص من رتبتك شيئاً، وتواضعك هو الذي يرفعك الله به، لا تعاليك ولا تعالمك، (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) رواه مسلم، والذي يتواضع للمؤمن لأجل إيمانه فإنما يعظم بذلك الإيمان بالله، فيكون بذلك معظماً لله ولأمر الله، ويكون بذلك متواضعاً لله ولأمر الله، وقال صلى الله عليه وسلم: (أوحى الله إلي أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد) رواه مسلم.
وعلاج التكبر والغرور والعجب يرجع إلى ثلاثة أمور: الأول: أن يعلم المتكبر والمعجب بنفسه أن ما استكبر به من علم وصلاح أو جاه أو مال أو غيره وما أعجب به من ذلك؛ إنما هو من عطاء الله وفضل الله، لا من فضل نفسه، (وما بكم من نعمة فمن الله)، فالحقُّ أن يشكر الله على ما عنده، لا أن يستعز بما عنده، فإذا فهم الإنسان ذلك انقلب كبره وعجبه شكراً لله، وذاب الغرور.
والأمر الثاني: أن يسأل نفسه: هل يدري هل قَبِلَه الله وهل قَبِل علمه وعمله وما يراه في نفسه عظيماً وما يتعالم به، أم أنه قد يكون عالماً غير صادق في علمه، وقد يكون عاملاً بالطاعات غير مخلص في عمله، وقد يكون علمه وعمله مردوداً عليه، فربما كان من العلماء الذين تسعر بهم النار، وربما كان من المصلين الذي تضرب صلاتهم في وجوههم، وربما كان من المتصدقين الذي تَبْطُل صدقاتهم بالمن والأذى، وما دام لا يدري هل هو مقبول عند الله أم لا، فكيف عرف أنه خير من غيره، وكيف رأى أنه أكبر من غيره، وربما كان غيره أكبر وأعلى منه عند الله.
والأمر الثالث: حتى لو كنت أكبر من غيرك وأعلم وأحسن عملاً، ما يدريك بم يختم الله لك وبم يختم لغيرك، فربما كان الذي تكبرت عليه وتعاليت عليه وتعالمت عليه؛ يختم الله له بحال أحسن من حالك وعلم أحسن من علمك، فما دمت لا تدري بم يختم الله لك فكيف يطيب لك أن تطمئن إلى ما عندك أو تفرح به أو تتعالى به على غيرك.
وأما مرض الكذب لاجتذاب عطف الآخرين: فتذكر أولاً أن الكذب من أقبح الأفعال، وأن من أبغض الأخلاق إلى الله تعالى، وتذكر أن الله يعلم ما يصدر عنك من كذب، وأنه يحصي عليك، ويكتب ما تفعل، وسوف يحاسبك عليه. وتذكر (أن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) رواه البخاري.
ولما كان دافعك إلى الكذب هو الرغبة في عطف الآخرين، فإنك محتاج إلى معالجة هذا الأمر:
لماذا ترغب في عطف الآخرين، وهل تظن أن الخلق ينفعون أو يضرون؟ فاطلب النفع من النافع واطلب صرف الضر من القادر على صرفه، وفي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي: (يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
أترجو الخير وتطلبه من غير الله، والخير والنفع كله بيد الله: (قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ) (سورة الأنعام: 71).
احرص على تقواك، فالله تعالى يتولى أمرك ويسخر لك ملكه وخلقه: (ومن يتق الله يجعل له من مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، ومن تقواك تركك للكذب، فالكذب يمنع عنك النفع، لا يجلب لك الخير ولا العطف، ولئن غششت به مخلوقاً فقد أسخطت به خالقاً !!
وأما مرض اتباع الهوى: فاعلم وتذكر: أن ما تهواه لن يوصلك إلى ما تهواه، فمصلحتك الحقيقية لا فيما تتبعه من رغبات النفس وشهواتها، وإنما فيما تتبعه من أمر الله، فمن نال شهوته الصغيرة ولذته القريبة، ففوت بها شهوته الكبرى ولذته العظيمة الدائمة في الآخرة، فهو لم يدرك مصلحته ولا نفعه ولا خيره، وتكون لذته القريبة مفسدة في الحقيقة لأنها سبب في عقابه وألمه وعذابه الشديد.
لو أن إنساناً أراد أن يتأخر عن عمله ساعة ليستلذ براحة النوم أو بالطعام؛ فكان ذلك سبباً في طرده من عمله وسبباً في تضييع راتبه وأجره، فهل تكون تلك اللذة الصغيرة لذة أم مفسدة في الحقيقة، وهذا شأن من يقدم هواه ولذاته على لذاته الأخروية التي تأتي بالطاعات والاجتهاد فيها والتحمل لها.
واتباع الهوى إذا تمكن في نفس الإنسان فإنه ربما يوصله إلى الضلال والكفر: (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (سورة ص: 26).
واعلم أن اتباع الهوى يعني أنك تجعل من نفسك حاكماً على نفسك، وصاحب الحق في الحكم عليك هو خالقك ومالكك، وليس أنت، (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) (سورة الأعراف: 54)، فالمالك الخالق هو صاحب الحق في الأمر، ومن جعل الأمر لنفسه فقد جعل من نفسه إلهاً وأعطاها ما لا تستحق، ولم يعط الحق لصاحبه وهو الله الإله الحق سبحانه (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (سورة الجاثية: 23).
أخي: فما وجدت من شيء تهواه نفسك وهو مخالف لأمر الله؛ فاحذر منه، وجاهد نفسك في تركه، فإنك إذا صبرت على تركه وجاهدت نفسك مرة بعد مرة واستعنت بالله ستجد أن تركه يهون عليك، وتدخل الهداية إلى قلبك، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (سورة العنكبوت: 69)، والجهاد في الآية يشمل جهاد النفس والشيطان والعدو، فهذا الجهاد سبيل لحصول الهداية، فإنك إذا تركت الهوى لأجل الله وثبتَّ على ذلك تكون قد أثبت صدقك وأنك تجعل الحكم لله لا لنفسك، وأن تريد إرضاء الله لا إرضاء نفسك؛ فإذا أثبتَّ ذلك رضي الله عنك ومنَّ عليك بالهداية والطمأنينة إلى أمره، فلا تجد في نفسك بعد ذلك معارضة، ولا هوى، بل تجد من نفسك انسياقاً إلى مراد الله وطاعته ومرضاته.
وقد تجد صعوبة في أول المجاهدة، فعليك أن تتحملها فإنها تهون وتخف بعد ذلك حتى تنتهي، ولا تلتفت إلى ما يوسوس لك به الشيطان، فيقول: انظر ما أصعب هذه المجاهدة، هل تستطيع أن تبقى طول حياتك على هذا المجاهدة والمكابدة، أجِّل توبتك، وهذا توهيم لك من الشيطان، فإن حقيقة الأمر أن المجاهدة تهون وتزول عن قريب، لأن القلب يصير مطمئناً إلى أحكام الله ومسلماً بها، إذا خرج عن شهواته وأهوائه، فلا تبقى مجاهدة ومكابدة عندئذ، بل تصير لذة وذوقاً لحلاوة الإيمان، لأنك رضيت بحكم الله ولم ترض بهواك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً) رواه مسلم.
وأما حب العزلة: فاعلم أن العزلة عن الناس ليست مذمومة على الإطلاق، كما أن الخلطة ليست ممدوحة على الإطلاق، ومن يطلب تزكية نفسه وصلاحها فعليه أن يحرص على الخلطة والمجالسة التي تنفعه، ويتجنب الخلطة والمجالسة التي تضره وتؤخره عن الخير، فتكون الخلطة لمقصد صحيح والعزلة لمقصد صحيح.
والنفس بطبيعتها تميل إلى مخالطة الناس وتأنس بأحاديثهم، ولما كانت مجالس الناس منها ما هو نافع ومنها ما هو غير نافع أو هو ضار؛ فلا بد لمن يريد صلاح نفسه أن يحرص على ما ينفعه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « احرص على ما ينفعك ».
ـ الأصل في حياة المسلم أنه لا بد أن يكون فيها الخلطة والاجتماع والتعاون، لإقامة الخير، قال تعالى: ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾ وقال: ﴿ وكونوا مع الصادقين ﴾، وفي الحديث الصحيح قال  صلى الله عليه و سلم : « المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم » أخرجه الترمذي وأحمد وابن ماجه، فالوضع الطبيعي أن يكون المسلم اجتماعياً مخالطاً لا منعزلاً.
ولكن هذا لا يعني أن يجعل كل وقته مع الناس، بل لا بد للمؤمن أن يجعل في كل يوم وقتاً يختلي فيه بربه قال  صلى الله عليه و سلم ذاكراً من السبعة الذين يظلهم الله في ظله: « ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه » فحثنا في هذا الحديث على الخَلوة في ذكر الله، والنبي  صلى الله عليه و سلم كان له وقت وافر يخلو فيه مع ربه قال تعالى: ﴿ وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولاً ميسوراً ﴾.
ولا تجوز العزلة التامة الكاملة، لما فيها من تضييع الحقوق، كحقوق الإنفاق على الأهل والقريب، ولما فيها من فوات بعض الواجبات والسنن، كصلة الرحم وعون المسلمين وحضور صلوات الجماعة والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ـ والواجب الشرعي أن نعيش وفق أمر الله، فحيثما كان أمر الشرع يقتضي الخلطة فهي الأفضل، وحيثما كان أمر الشرع يقتضي العزلة فهي الأفضل، وبذلك تكون الخلطةُ والعزلةُ تؤديان مقصداً شرعياً صحيحاً، وأثراً طيباً في تزكية النفس.
ويجب على من يترك الخلطة أن يجعل عزلته في طاعة، لقوله  صلى الله عليه و سلم : « العبادة في الهرج كهجرة إليّ » رواه مسلم، والهرج: الفتنة أو القتل بغير حق، فليس المهم أن تعتزل الفتنة فقط، بل أن تكون في عزلتك هذه مشتغلاً في العبادة، حتى تترقى وتزداد قرباً من الله وتزداد مراقبة لله وخوفاً منه وتعظيماً له ولحُكْمِه، فتصل إلى درجة القادر على أن يخالط الناس ويُؤَثِّرُ فيهم ولا يتأثر بأذاهم وفسادِهم، أما إذا لم يغتنم عزلته في الطاعة والعبادة والذكر والمجاهدة، فإنها لا تزيده إلا هوى وشهوة وبعداً عن الله، فمن لم تشغله الطاعة شغلته المعصية والشهوات، أو أخذه اللهو والغفلات.    
ولا يجوز أن يقال لمن لا يقدر على الصبر مع المخالطة: يجب أن تخالط، لأن في ذلك هلاكَه وتراجعَ حالِه ونقصانَ تزكيته، فإن مخالطةَ الناس مع تضييع المقصد الصحيح غيرُ جائزة، كما أن العزلة عنهم لمقصد غير صحيح غير جائزة، فالخلطة لها مواضعها والعزلة لها مواضعها، وإن كان الأصل في الحياة هو الاتصال بالناس والخلطة معهم.
والنبي  صلى الله عليه و سلم قد تحدث عن هذه الحالة في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخُدريِّ  فقال: قال رَجُلُ أَيُّ النَّاسِ أفضَلُ يارسولَ الله ؟ قال  صلى الله عليه و سلم : « مُؤْمِنٌ مجَاهِدٌ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ في سبيل اللَّه » قال: ثم من ؟ قال : « ثم رَجُلٌ مُعتَزِلٌ في شِعْبٍ مِن الشِّعَاب يَعبُدُ رَبَّهِ »، وفي روايةٍ: « يتَّقِي الله، ويَدَع النَّاسِ مِن شَرّْهِ » أخرجه البخاري ومسلم.
والإنسان الذي يخالط ولا يصبر، فيُؤذي الناس ويُفسد، فالأَوْلى له أن لا يخالط، لكن لا يجوز له أن يبرر لنفسه أن يبقى على هذا الحال من عدم المخالطة، وإنما يُصلِح نفسه حتى يصير قادراً على المخالطة، ويزكي نفسه حتى يرقى إلى أن يصير قدوة وداعية.
وأما مرض الابتعاد عن الصالحين: فكما سبق فإنه لا يجوز للإنسان أن يجتنب أهل الصلاح أو يبتعد عنهم، لأن مجالسهم كلها خير ونفع، فاحرص يا أخي على أن تجالس ولو رجلاً صالحاً واحداً، وأن تحضر دروسه إن كان من أهل العلم والصلاح معاً، ولو درساً واحداً، وتتذاكر معه فيما ينفعك.
فالله أمرنا أن نصاحب الصالحين الصادقين، قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾، وأمرنا أن نسأل العلماء الصالحين والذاكرين: ﴿ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ﴾، وأمرنا أن نسألهم عن الله، لأنهم أعرف منا بالله: ﴿ الرحمن فاسأل به خبيراً ﴾، فهم خبراء بالله عالمون به وبصفاته وأفعاله وعظمته وجلاله ورحمته، وأمرنا سبحانه أن نقتدي بمن رجع إلى الله وإلى أحكامه فقال: ﴿ واتبع سبيل من أناب إليّ ﴾.
وصحبة الصالحين لها أثرها في مغفرة الذنوب وسعادة الإنسان كما بين النبي  صلى الله عليه و سلم بقوله: « هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم » أخرجه البخاري ومسلم.
وأما محبة بعض الناس والتفكير فيهم حتى في الصلاة وتقديمهم على حب الله، فاعلم أنه لا يجوز لأحد أن يحب أحداً بغير ما يستوجب الحب، وإليك بيان كيفية نشوء الحب نشوءً صحيحاً:
إن العلاقة الأهم في حياتك هي علاقتك مع الله، لأن مصالحك ترجع إليه، ومصالحك متوقفة على فضله وعطائه وإمداده، وعلاقتك الأهم هي التي يجب أن تكون أساس العلاقات الأخرى مع الخلق جميعاً.
إنه مهما يكن لك من مصلحةٍ عند أحد من المخلوقين أو حاجةٍ إلى أحد منهم؛ فلن تكون محتاجاً إليه أكثر من احتياجك إلى خالقك الذي أوجدك، ويملك حياتَك وبقاءك، ويملك سمعك وبصرك، ويملك قلبك وروحك، ويملك الكون الذي سخره لك، ويملك مآلك ومرجعك، ويملك جزاءك أو عقوبتك، فمهما أحسن إليك المخلوقات؛ فلن يحسنوا إليك أكثر من الله، ومهما أصلحت حالك مع أحد من المخلوقين ولم تصلح حالك مع الله؛ فلن تستفيد، فدنياك وآخرتُك وسعادتُك وخيرُك، كلُّها بيد الله.
لأجل ذلك فالعاقل من توجه إلى ربه وطلب رضاه، وعمل بطاعته وبما يرضيه.
ـ والعاقل يحب من أحسن إليه، وليس أحد له إحسان عليك أكثرَ من الله، بل كل إحسان الخلق راجع إلى إحسان الله ورحمته وما هيأ لك وما خلق وما سَخَّر لك.
والعاقل يحب من يتصف بصفات الخير والحسن والكمال، ولا يحب من يتصف بصفات النقص أو السوء، وليس لأحد صفاتٌ كصفات الله، وليس لأحد كمال ككمال الله، فهو الأحق بأن يكون المحبوب الأول لكماله ولفضله على خلقه جميعاً.
وليس من العقل ولا من المنطق أن تحب من هو أقلُّ حسناً وكمالاً أكثرَ من الأحسن والأكمل، وليس من العقل ولا من المنطق أن تحب من إحسانُه لك قليلٌ أكثر ممن إحسانه وفضله عليك أكثر.
فالأمر الطبيعي أن يكون حب الإنسان لربه أعظم من حبه لسواه، وهذا شأن المؤمنين، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165].
ـ ولما كانت علاقتي مع الله هي الأصل، وهي الأهم، وهي مصلحتي ونفعي وخيري وفائدتي، فلا بد أن تكون أيُّ علاقة أُنشِؤُها مع غيره مبنيةً على علاقتي مع الله، حتى لا تكون العلاقة مع غيره سبباً في إفساد علاقتي مع الله، فلا بد أن تكون كلُّ علاقاتي مُؤَسَّسَةً على رضا الله والرجوع إليه وإلى حكمه، فيجب أن أُحِبَّ من أمرني ربي بحبه، وأبغض من أمرني ببغضه، وأعطي لأجل الله، وأمنع لأجله، واتباعاً لأمره وحُكْمِه، قال النبي  صلى الله عليه و سلم : « من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان » حديث صحيح، أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه.
ـ وكل من أصلح علاقته مع الله ورجع إلى حكم الله؛ فهو يستحق أن أحبه وأكون معه، لأنه تصرف وفق الحقائق الثابتة التي ذكرناها، فكل من يحتكم إلى حكم الله فهو محل قبولنا ومحبتنا ورضانا، بل يصير قدوة لنا، قال تعالى: ﴿ واتبع سبيل من أناب إليّ ﴾ [لقمان: 15].
وكل من خالف حكم الله تعالى وانحرف عنه، فكيف نحبه وقد ترك الحقائق الثابتة التي بيناها وانحرف عنها، وكيف نحبه وهو يُسخط الله الذي خَلَقَه، إذ جهل قَدْرَ الله، واعتدى على حقه سبحانه في الحكم والتشريع.
ومن هاهنا كان لقضيةِ إرجاعِ الأحكام إلى الله أو عدمِ إرجاعها، كان لهذه القضيةِ مدخلٌ في محبة المخلوقين أو بغضهم، فهذه القضية هي أساسُ الولاء أو البراء، فمن احتكم إلى حكم الله الذي ارتضيناه؛ أحببناه وواليناه ونصرناه وأطعناه، ومن احتكم إلى حكم لم يرتضه الله تعالى؛ عاديناه وكرهناه وتبرأنا منه وخالفناه، وندعوه إلى مراجعة نفسه والاعتراف بحق ربه، وإن رفض قاتلناه حيث أمرنا الله بقتاله.
وهذا الأمر قد يظنه البعض أنه نوعٌ من التشدد والتعصب والإرهاب عند المسلمين، وليس الأمر كذلك، بل إن هذه القضية هي سنةٌ كونية في البشر، أمر متفق عليه عند كل الخلق، فكلُّ أصحابِ ملةٍ أو منهج أو فكر أو مبدأٍ، تجدهم يجعلون ثقافتهم ومبادئهم وأحكامَهم هي محورَ المحبةِ والمناصرةِ عندهم.
وهذه الحقيقة بيّنها الله تعالى في القرآن واضحة، إذ بين أن الثقافة والفكر والشريعة والدين هي محورُ المحبة والنصرة عند الناس جميعاً، وكذلك عند المؤمنين، فمن يدعي بأنه يحبك وأنت على خلاف قانونه وحكمه فهو كذاب، ومن يدعي بأنه يحب المسلمين وهو على غير شريعة المسلمين فهو كذاب مخادع للمسلمين، ومن يدّعي من المسلمين أنه يحب أحداً من الكافرين ـ الذين هم على خلاف قانونه وشريعته ـ فهو يَرْتَضي شريعتَهم وثقافتهم فهو منهم ولم يعد مسلماً، إلا أن يكون يخادِعُهم ويكذب عليهم.
كل ذلك بينه الله تعالى في آيات كثيرة، منها: قوله سبحانه: ﴿ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ﴾، فرضى اليهود والنصارى والكافرين وما يَتْبَعُهُ من محبة؛ متوقفٌ على اتباع ملتهم أي طريقتهم وشريعتهم وثقافتهم وأحكامهم.
والمؤمن ـ في المقابل ـ كذلك لا يرضى عن أحد من الخلق ولا يحبهم ولا يواليهم ما لم يكونوا على ملته، قاعدة واحدة ثابتة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الممتحنة: 1]، فانظر كيف وصف اللهُ مَن يكفرون بالحق الذي أنزله أعداءً له، ﴿ لا تتخذوا عدوي وعدوكم ﴾، فكيف لا نعاديهم؟ وانظر كيف أنكر اللهُ على من يوالي أعداء الله وينصرهم ويلقي إليهم بالمودة والمحبة، وهم على خلاف شريعته الحق: ﴿ تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ؟ ﴾، فاستنكار الله ذلك دليل على أنه أمر مرفوض لا ينبغي أن يكون.
والأدلة غير ذلك كثيرة، لكن ليس هذا موضع تفصيلها.
واعلم أخي الكريم أن الله قد حرم الحب الشهواني، وهو الحب الذي يرتبط بقضاء الوطر والشهوة والتلذذ، حرمه أن يوجد بين الناس إلا بين الرجل وزوجته أو ملك يمينه [الأمة المملوكة]، قال تعالى: ﴿ والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ﴾.  
ولا يجوز لإنسان أن يحرك عاطفة الشهوة والحب الشهواني نحو أحد إلا زوجته وملك يمينه، فلا يجوز أن يشتهي أي امرأة أو بنت أو أي رجل أو صبي، فذلك الحب الشهواني والميل إلى هؤلاء حرام، وشاغل للقلب عن الحب الحق، كما يؤدي في الظاهر إلى معاصٍ كالنظر المحرَّم وكالكلام المحرم والخلطة المحرمة والخلوة المحرمة، وربما أدى إلى الزنا واللواط أو مقدماتهما، أعاذنا الله من كل ذلك.
حتى المرأة المخطوبة والمرأة التي يريد الإنسان أن يخطبها أو يتزوجها، لا يجوز للإنسان أن يحبها حباً شهوانياً ويفكر بها تفكيراً شهوانياً ولا أن يتحرك نحوها بعاطفة شهوانية، وإنما يجوز له أن يحب زواجها فقط، وأن يحب السعي إلى زواجها، حتى إذا عقد العقد عليها جاز أن يحبها حباً شهوانياً، فهو مباح له عندئذ، ولا يعد ذلك مؤثراً على الإيمان، ما لم يشغل الإنسان عن أمر ربه وفرائضه.
فطهر يا أخي قلبك من أي تعلق شهواني حرام، من خلال تذكر هذه المعاني، وإذا تعلقت بمؤمن لأجل إيمانه، فلا تجعل محبته شاغلة لك عن محبة الله، فحب الله هو الأصل، ولأجله أحببنا المؤمن، فلا يجوز أن يكون حب المؤمن فوق حب الله ولا شاغلاً عنه، في صلاة ولا في غيرها.
وكلما خطر في بالك أحد من الخلق في صلاتك فاصرف ذهنك عنه والتفت إلى حبك لله وتعظيمك لله، عسى الله أن يجتبيك ويجعلك من أهل مودته ومحبته.
وأما ذهاب الخشوع وتوقير الله من قلبك، فطبيعي إذا دخلت الشهوات والتعلق بالدنيا في النفس أن يذهب الخشوع، فالواجب أن تعرف قيمة الدنيا وأن الشهوات لن تنفعك، كما سبق، فإذا خرج تعظيم الدنيا وما سوى الله من القلب؛ صار القلب فارغاً جاهزاً للحضور مع الله.
والواجب أن تذكِّر نفسك بعظمة الله وجلاله، وأن تعود نفسك على الانتباه إلى أنه الرقيب السميع البصير، حتى يزداد تعظيمك له وخوفك منه وحضورك معه وخشيتك له، وإنما تذكر نفسك بذلك من خلال قراءة القرآن والتفكر والذكر ونحو ذلك.
واعلم أن تقديم الصلوات الراتبة على الفريضة مما يعين على الخشوع، وكذلك الصلاة في المسجد.
والصلاة في قيام الليل مع إطالة الوقوف والركوع والسجود؛ تتعلم فيها الخشوع، فتتذوق معنى العبودية ومعنى الحضور مع الله ومعنى الذلة له، فإذا جئت تسجد في النهار في صلاة الفريضة سجدة ـ ولو كانت قصيرة ـ فإن ظلال الخشوع الذي كان معك في الليل يحضر مباشرة، فتستشعر الخشوع بإذن الله.
وأكثر من ذكر الله وتسبيحه، حتى يزداد فكرك في صفاته وجلاله وعظمته، فيزداد توقيرك له وتعظيمك، فالله تعالى ربط بين التوقير والتسبيح فقال: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (سورة الفتح: 9).
وبقدر ما يزيد الخشوع والتعظيم لله في كل وقتك؛ بقدر ما ينعكس ذلك في صلاتك، فلا ينبغي أن تكتفي بتكلف الخشوع والتعظيم في الصلاة وحدها، بل ينبغي أن نفعل ذلك في كل أوقاتنا، من خلال مراقبتنا وذكرنا وأدبنا مع الله وإقامتنا لأحكامه.

نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل من كل مرض قلبي، أو تقصير جسدي، وأن يدخلك في أحبابه، وأن يبارك في رغبتك في إصلاح نفسك، فيعينك على ذلك، ويفتح لك أبوابه، كما نسأله أن يرحمنا جميعاً، وكل من قرأ هذا الجواب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   

 

Go to top